كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {فمن ربكما يا موسى} أي وهارون، فحذف للعلم به، ويجوز أن يكون طلب الإخبار من موسى وحده إذ كان هو الأصل، ولذلك قال: {قال ربنا الذى} و{خلقه} مفعول أول، وكل شئ ثان: أي أعطى مخلوقه كل شئ،
وقيل هو على وجهه، والمعنى أعطى كل شئ مخلوق خلقه: أي هو الذى ابتدعه، ويقرأ خلقه على الفعل، والمفعول الثاني محذوف للعلم به.
قوله تعالى: {علمها} مبتدأ، وفى الخبر عدة أوجه: أحدها {عند ربى} و{في كتاب} على هذا معمول الخبر، أو خبر ثان، أو حال من الضمير في عند.
والثانى أن يكون الخبر في كتاب، وعند حال العامل فيها الظرف الذى بعدها على قول الأخفش، وقيل يكون حالا من المضاف إليه في علمها.
وقيل يكون ظرفا للظرف الثاني، وقيل هو ظرف للعلم.
والثالث أن يكون الظرفان خبرا واحدا، مثل هذا حلو حامض، ولايجوز أن يكون في كتاب متعلقا بعلمها، وعند الخبر لأن المصدر لا يعمل فيما بعد خبره {لابضل} في موضع جر صفة لكتاب، وفى التقدير وجهان: أحدهما لا يضل ربى عن حفظه.
والثانى لا يضل الكتاب ربى: أي عنه فيكون ربى مفعولا، ويقرأ بضم الياء: أي يضل أحد ربى عن علمه، ويجوز أن يكون ربى فاعلا: أي لا يجد الكتاب ضالا: أي ضائعا كقوله تعالى: {ضل من تدعون} ومفعول {ينسى} محذوف: أي ولاينساه، ويقرأ بضم الياء: أي لا ينسى أحد ربى أو لا ينسى الكتاب.
قوله تعالى: {مهدا} هو مصدر وصف به، ويجوز أن يكون التقدير: ذات مهد، ويقرأ مهادا مثل فراش، ويجوز أن يكون جمع مهد {شتى} جمع شتيت مثل مريض ومرضى، وهو صفة لأزواج أو لبنات {والنهى} جمع نهية، وقيل هو مفرد.
قوله تعالى: {بسحر مثله} يجوز أن يتعلق بلنأتينك، وأن يكون حالا من الفاعلين {فاجعل بيننا وبينك موعدا} هو هاهنا مصدر لقوله تعالى: {لانخلفه نحن ولا أنت مكانا} أي في مكان، {سوى} بالكسر صفة شاذة مثله قوم عدى، ويقرأ بالضم وهو أكثر في الصفات، ومعناه وسط، ويجوز أن يكون مكانا مفعولا ثانيا لاجعل وموعدا على هذا مكان أيضا، ولا ينتصب بموعد لأنه مصدر قد وصف، وقد قرئ سوى بغير تنوين على إجراء الوصل مجرى الوقف.
قوله تعالى: {قال موعدكم} هو مبتدأ.
و{يوم الزينة} بالرفع الخبر فإن جعلت موعدا زمانا كان الثاني هو الأول، وإن جعلت موعدا مصدرا كان التقدير: وقت موعدكم يوم الزينة، ويقرأ يوم بالنصب على أن يكون موعدا مصدرا، والظرف خبر عنه: أي موعدكم واقع يوم الزينة، وهو مصدر في معنى المفعول {وأن يحشر الناس} معطوف، والتقدير: ويوم أن يحشر الناس فيكون في موضع جر، ويجوز أن يكون في موضع رفع: أي موعدكم أن يحشر الناس، ويقرأ نحشر على تسمية الفاعل: أي فرعون، والناس نصب.
قوله تعالى: {فيسحتكم} يقرأ بفتح الياء وضمها، والماضي سحت وأسحت لغتان، وانتصب على جواب النهى.
قوله تعالى: {إن هذين} يقرأ بتشديد إن وبالياء في هذين وهى علامة النصب، ويقرأ: {إن} بالتشديد وهذان بالألف وفيه أوجه: أحدها أنها بمعنى نعم وما بعدها مبتدأ وخبر.
والثانى إن فيها ضمير الشأن محذوف وما بعدها مبتدأ وخبر أيضا، وكلا الوجهين ضعيف من أجل اللام التى في الخبر، وإنما يجئ مثل ذلك في ضرورة الشعر.
وقال الزجاج التقدير لهما ساحران، فحذف المبتدأ، والثالث أن الألف هنا علامة التثنية في كل حال، وهى لغة لبنى الحرث، وقيل لكنانة، ويقرأ إن بالتخفيف، وقيل هي مخففة من الثقيلة وهو ضعيف أيضا، وقيل هي بمعنى ما واللام بمعنى إلا، وقد تقدم نظائره.
قوله تعالى: {ويذهبا بطريقتكم} أي يذهبا طريقكم فالباء معدية كما أن الهمزة معدية.
قوله تعالى: {فأجمعوا} يقرأ بوصل الهمزة وفتح الميم، وهو من الجمع الذى هو ضد التفريق، ويدل عليه قوله تعالى: {فجمع كيده} والكيد بمعنى ما يكاد به، ويقرأ بقطع الهمزة وكسر الميم، وهو لغة في جمع قاله الأخفش، وقيل التقدير: على كيدكم، و{صفا} حال: أي مصطفين، وقيل مفعول به: أي اقصدوا صف أعدائكم.
قوله تعالى: {إما أن تلقى} قد ذكر في الأعراف.
قوله تعالى: {فإذا} هي للمفاجأة، و{حبالهم} مبتدأ والخبر إذا فعلى هذا {يخيل} حال، وإن شئت كان يخيل الخبر، ويخيل بالياء على أنه مسند إلى السعي:
أي يخيل إليهم سعيها، ويجوز أن يكون مسندا إلى ضمير الحبال، وذكر لأن التأنيث غير حقيقي أو يكون على تقدير يخيل الملقى، و{أنها تسعى} بدل منه بدل الاشتمال ويجوز أن تكون في موضع نصب على الحال: أي تخيل الحبال ذات سعى.
ومن قرأ بالتاء ففيه ضمير الحبال، وأنها تسعى بدل منه، وقيل هو في موضع نصب: أي يخيل إليهم بأنها ذات سعى، ويقرأ بفتح التاء وكسر الياء، أي تخيل الحبال إليهم سعيها.
قوله تعالى: {تلقف} يقرأ بالجزم على الجواب، والفاعل ضمير ما، وأنث لأنه أراد العصا، ويجوز أن يكون ضمير موسى عليه السلام ونسب ذلك إليه لأنه يكون بتسببه، ويقرأ بضم الفاء على أنه حال من العصا أو من موسى، وهى حال مقدرة، وتشديد القاف وتخفيفها قراءتان بمعنى، وأما تشديد التاء فعلى تقدير: تتلقف، وقد ذكر مثله في مواضع {إن ما صنعوا} من قرأ {كيد} بالرفع ففى {ما} وجهان أحدهما هي بمعنى الذى، والعائد محذوف.
والثانى مصدرية، ويقرأ بالنصب على أن تكون ماكافة، وإضافة كيد إلى ساحر إضافة المصدر إلى الفاعل، وقرئ: {كيد سحر} وهو إضافة الجنس إلى النوع.
قوله تعالى: {في جذوع النخل} في هنا على بابها، لأن الجذع مكان للمصلوب ومحتو عليه: وقيل هي بمعنى على.
قوله تعالى: {والذى فطرنا} في موضع جر: أي وعلى الذى، وقيل هو قسم {ما أنت قاض} في {ما} وجهان: أحدهما هي بمعنى الذى: أي افعل الذى أنت عازم عليه.
والثانى هي زمانية: أي اقض أمرك مدة ما أنت قاض {هذه الحياة الدنيا} هو منصوب بتقضى، و{ما} كافة: أي تقضى أمور الحياة الدنيا، ويجوز أن يكون ظرفا، والمفعول محذوف، فإن كان قد قرئ بالرفع فهو خبر إن.
قوله تعالى: {وما أكرهتنا} في {ما} وجهان: أحدهما هي بمعنى الذى معطوفة على الخطايا، وقيل في موضع رفع على الابتداء، والخبر محذوف: أي وما أكرهتنا عليه مسقط أو محطوط، و{من السحر} حال من {ما} أو من الهاء.
والثانى هي نافية، وفى الكلام تقديم تقديره.
ليغفر لنا خطايانا من السحر ولم تكرهنا عليه.
قوله تعالى: {إنه من يأت} الضمير هو الشأن والقصة.
قوله تعالى: {جنات عدن} هي بدل من الدرجات، ولايجوز أن يكون التقدير: هي جنات لأن {خالدين فيها} حال، وعلى هذا التقدير لا يكون في الكلام ما يعمل في الحال، وعلى الأول يكون العامل في الحال الاستقرار أو معنى الإشارة.
قوله تعالى: {فاضرب لهم طريقا} التقدير: موضع طريق، فهو مفعول به على الظاهر، ونظيره قوله تعالى: {أن اضرب بعصاك البحر} وهو مثل ضربت زيدا وقيل ضرب هنا بمعنى جعل، وشرع مثل قولهم ضربت له بسهم، و{يبسا} بفتح الباء مصدر: أي ذات يبس، أو أنه وصفها بالمصدر مبالغة، وأما اليبس بسكون الباء فصفة بمعنى اليابس {لا تخاف} في الرفع ثلاثة أوجه: أحدها هو مستأنف.
والثانى هو حال من الضمير في اضرب.
والثالث هو صفة للطريق، والعائد محذوف أي ولا تخاف فيه، ويقرأ بالجزم على النهى أو على جواب الأمر وأما {لا تخشى} فعلى القراءة الأولى هو مرفوع مثل المعطوف عليه، ويجوز أن يكون التقدير: وأنت لا تخشى، وعلى قراءة الجزم هو حال: أي وأنت لا تخشى، ويجوز أن يكون التقدير فاضرب لهم غير خاش، وقيل الألف في تقدير الجزم شبهت بالحروف الصحاح، وقيل نشأت لإشباع الفتحة ليتوافق رءوس الآى.
قوله تعالى: {بجنوده} هو في موضع الحال: والمفعول الثاني محذوف: أي فأتبعهم فرعون عقابه ومعه جنوده، وقيل أتبع بمعنى اتبع، فتكون الباء معدية.
قوله تعالى: {جانب الطور} هو مفعول به: أي إتيان جانب الطور ولايكون ظرفا لأنه مخصوص {فيحل} هو جواب النهى، وقيل هو معطوف فيكون نهيا أيضا كقولهم: لاتمددها فتشقها {ومن يحلل} بضم اللام: أي ينزل كقوله تعالى: {أو تحل قريبا من دارهم} وبالكسر بمعنى يجب كقوله {ويحل عليه عذاب مقيم}.
قوله تعالى: {وماأعجلك} {ما} استفهام مبتدأ وأعجلك الخبر.
قوله تعالى: {هم} مبتدأ، و{أولاء} بمعنى الذى {على أثرى} صلته، وقد ذكر ذلك مستقصى في قوله: {ثم أنتم هؤلاء تقتلون}.
قوله تعالى: {وعدا حسنا} يجوز أن يكون مصدرا مؤكدا أو أن يكون مفعولا به بمعنى الموعود.
قوله تعالى: {بملكنا} يقرأ بكسر الميم وفتحها وضمها، وفيه وجهان: أحدهما أنها لغات، والجميع مصدر بمعنى القدرة.
والثانى أن الضم مصدر ملك بين الملك والفتح بمعنى المملوك: أي بإصلاح ما يملك والكسر مصدر مالك، وقد يكون بمعنى المملوك أيضا، وإذا جعل مصدرا كان مضافا إلى الفاعل، والمفعول محذوف: أي: بملكنا أمرنا أو الصواب أو الخطأ {حملنا} بالتخفيف، ويقرأ بالتشديد على ما لم يسم فاعله: أي حملنا قومنا {فكذلك} صفة لمصدر محذوف: أي إلقاء مثل ذلك، وفاعل {نسى} موسى عليه السلام، وهو حكاية عن قومه، وقيل الفاعل ضمير السامري.
قوله تعالى: {أن لا يرجع} أن مخففة من الثقيلة، ولا كالعوض من اسمها المحذوف وقد قرئ يرجع بالنصب على أن تكون أن الناصبة وهو ضعيف لأن يرجع من أفعال اليقين، وقد ذكرنا ذلك في قوله: {وحسبوا أن لا تكون}.
قوله تعالى: {أن لاتتبعن} لازائدة مثل قوله: {ما منعك أن لا تسجد} وقد ذكر، و{يا ابن أم} قد ذكر في الأعراف {لا تأخذ بلحيتي} المعنى لاتأخذنى بلحيتي، فلذلك دخلت الباء، وفتح اللام لغة، وقد قرئ بهما.
قوله تعالى: {بصرت بما لم يبصروا} يتعدى بحرف جر، فإن جئت بالهمز تعدى بنفسه كفرح وأفرحته، ويبصروا بالياء على الغيبة يعنى قوم موسى، وبالتاء على الخطاب، والمخاطب موسى وحده، ولكن جمع الضمير لأن قومه تبع له، وقرئ بصرت بكسر الصاد، وتبصروا بفتحها، وهى لغة {قبضت} بالضاد بملء الكف وبالصاد بأطراف الأصابع وقد قرئ به، و{قبضة} مصدر بالضاد والصاد، ويجوز أن تكون بمعنى المقبوض فتكون مفعولا به، ويقرأ قبضة بضم القاف وهى بمعنى المقبوض.
قوله تعالى: {لامساس} يقرأ بكسر الميم وفتح السين وهو مصدر ماسه: أي لاأمسك ولاتمسنى، ويقرأ بفتح الميم وكسر السين وهو اسم للفعل: أي لا تمسني وقيل هو اسم للخبر: أي لا يكون بيننا مماسة {لن تخلفه} بضم التاء وكسر اللام أي لا تجده مخلفا مثل أحمدته وأحببته، وقيل المعنى سيصل إليك، فكأنه يفى به، ويقرأ بضم التاء وفتح اللام على ما لم يسم فاعله، ويقرأ بالنون وكسر اللام: أي لن تخلفه فحذف المفعول الأول.
قوله تعالى: {ظلت} يقرأ بفتح الظاء وكسرها وهما لغتان، والأصل ظللت بكسر اللام الأولى فحذفت ونقلت كسرتها إلى الظاء ومن فتح لم ينقل، {لنحرقنه} بالتشديد من تحريق النار، وقيل هو من حرق ناب البعير إذا وقع بعضه على بعض، والمعنى لنبردنه وشدد للتكثير، ويقرأ بضم الراء والتخفيف وهى لغة في حرف ناب البعير {لننسفنه} بكسر السين وضمها وهما لغتان قد قرئ بهما.
قوله تعالى: {وسع} يقرأ بكسر السين والتخفيف، و{علما} تمييز، أي وسع علمه كل شئ، ويقرأ بالتشديد والفتح وهو يتعدى إلى مفعولين، والمعنى أعطى كل شئ علما، وفيه وجه آخر وهو أن يكون بمعنى عظم خلق كل شئ عظيم كالأرض والسماء، وهو بمعنى بسط، فيكون علما تمييز {كذلك} صفة لمصدر محذوف: أي قصصا كذلك: أي نقص نبأ من أنباء.
قوله تعالى: {خالدين} حال من الضمير في يحمل وحمل الضمير الأول على لفظ من فوحد، وخالدين على المعنى فجمع، و{حملا} تمييز لاسم ساء وساء مثل بئس والتقدير: وساء الحمل حملا ولا ينبغى أن يكون التقدير: وساء الوزر، لأن المميز ينبغى أن يكون من لفظ اسم بئس.
قوله تعالى: {ينفخ} بالياء على ما لم يسم فاعله، وبالنون والياء على تسمية الفاعل، و{زرقا} حال، و{يتخافتون} حال أخرى بدل من الأولى، أو حال من الضمير في زرقا.
قوله تعالى: {فيذرها} الضمير للأرض، ولم يجز لها ذكر، ولكن الجبال تدل عليها.
و{قاعا} حال، و{لا ترى} مستأنف، ويجوز أن يكون حالا أيضا أو صفة للحال {لاعوج له} يجوز أن يكون حالا من الداعي، وأن يكون مستأنفا.
قوله تعالى: {إلا من أذن} {من} في موضع نصب بتنفع، وقيل في موضع رفع: أي إلا شفاعة من أذن فهو بدل.
قوله تعالى: {وقد خاب} يجوز أن يكون حالا، وأن يكون مستأنفا.
قوله تعالى: {فلا يخاف} هو جواب الشرط، فمن رفع استأنف، ومن جزم فعل النهى.
قوله تعالى: {وكذلك} الكاف نعت لمصدر محذوف: أي إنزالا مثل ذلك {وصرفنا فيه من الوعيد} أي وعيدا من الوعيد وهو جنس، وعلى قول الأخفش {من} زائدة.
قوله تعالى: {يقضى} على ما لم يسم فاعله، و{وحيه} مرفوع به، وبالنون وفتح الياء ووحيه نصب.
قوله تعالى: {له عزما} يجوز أن يكون مفعول نجد بمعنى نعلم، وأن يكون عزما مفعول نجد، ويكون بمعنى نصب، وله إما حال من عزم أو متعلق بنجد.
قوله تعالى: {أبى} قد ذكر في البقرة.
قوله تعالى: {فتشقى} أفرد بعد التثنية لتتوافق رؤوس الآى مع أن المعنى صحيح لأن آدم عليه السلام هو المكتسب، وكان أكثر بكاء على الخطيئة منها.
قوله تعالى: {وأنك} يقرأ بفتح الهمزة عطفا على موضع ألا تجوع، وجاز أن تقع {أن} المفتوحة معمولة لأن لما فصل بينهما، والتقدير أن لك الشبع والرى والكن ويقرأ بالكسر على الاستئناف أو العطف على {أن} الأولى.
قوله تعالى: {فوسوس إليه} عدى وسوس بإلى لأنه بمعنى أسر، وعداه في موضع آخر باللام لأنه بمعنى ذكر له، أو يكون بمعنى لأجله.
قوله تعالى: {فغوى} الجمهور على الألف، وهو بمعنى فسد وهلك، وقرئ شاذا بالياء وكسر الواو، وهو من غوى الفصيل إذا أبشم على اللبن وليست بشئ.
قوله تعالى: {ضنكا} الجمهور على التنوين، وأن الألف في الوقف مبدلة منه، والضنك الضيق، ويقرأ ضنكى على مثال سكرى.
قوله تعالى: {ونحشره} يقرأ بضم الراء على الاستئناف، وبسكونها إما لتوالى الحركات، أو أنه مجزوم حملا على موضع جواب الشرط وهو قوله: {فإن له}.
و{أعمى} حال.
قوله تعالى: {كذلك} في موضع نصب: أي حشرنا مثل ذلك، أو فعلنا مثل ذلك، وإتيانا مثل ذلك، أو جزاء مثل إعراضك، أو نسيانا.
قوله تعالى: {يهد لهم} في فاعله وجهان: أحدهما ضمير اسم الله تعالى: أي ألم يبين الله لهم، وعلق بين هنا إذ كانت بمعنى أعلم كما علقه في قوله تعالى: {وتبين لكم كيف فعلنا بهم}.
والثانى أن يكون الفاعل مادل عليه أهلكنا: أي إهلاكنا، والجملة مفسرة له، ويقرأ بالنون و{كم} في موضع نصب ب {أهلكنا} أي كم قرنا أهلكنا، وقد استوفينا ذلك في {سل بنى إسرائيل} {يمشون} حال من الضمير المجرور في لهم: أي ألم يبن للمشركين في حال مشيهم في مساكن من أهلك من الكفار، وقيل هو حال من المفعول في أهلكنا: أي أهلكناهم في حال غفلتهم.
قوله تعالى: {وأجل مسمى} هو معطوف على كلمة: أي ولولا أجل مسمى لكان العذاب لازما، واللزام مصدر في موضع اسم الفاعل، ويجوز أن يكون جمع لازم مثل قائم وقيام.
قوله تعالى: {ومن آناء الليل} هو في موضع نصب بسبح الثانية {وأطراف} محمول على الموضع أو معطوف على قبل، ووضع الجمع موضع التثنية لأن النهار له طرفان، وقد جاء في قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار} وقيل لما كان النهار جنسا جمع الأطراف، وقيل أراد بالأطراف الساعات، كما قال تعالى: {ومن آناء الليل} {لعلك ترضى} وترضى وهما ظاهران.
قوله تعالى: {زهرة} في نصبه أوجه: أحدها أن يكون منصوبا بفعل محذوف دل عليه متعنا: أي جعلنا لهم زهرة.
والثانى أن يكون بدلا من موضع به.
والثالث أن يكون بدلا من أزواج، والتقدير: ذوى زهرة، فحذف المضاف، ويجوز أن يكون جعل الأزواج زهرة على المبالغة ولايجوز أن يكون صفة لأنه معرفة.
وأزواجا نكرة.
والرابع أن يكون على الذم أي أذم أو أعنى.
والخامس أن يكون بدلا من ما اختاره بعضهم، وقال آخرون: لا يجوز لأن قوله تعالى: {لنفتنهم} من صلة متعنا فيلزم منه الفصل بين الصلة والموصول بالأجنبى.
والسادس أن يكون حالا من الهاء أو من {ما} وحذف التنوين لالتقاء الساكنين وجر الحياة على البدل من {ما} اختاره مكى، وفيه نظر.
والسابع أنه تمييز لما أو للهاء في به، حكى عن الفراء، وهو غلط لأنه معرفة.
قوله تعالى: {والعاقبة للتقوى} أي لذوى التقوى، وقد دل على ذلك قوله: {والعاقبة للمتقين}.
قوله تعالى: {أو لم تأتهم} يقرأ بالتاء على لفظ التثنية، وبالياء على معنى البيان وقرئ {بينة} بالتنوين، و{ما} بدل منها أو خبر مبتدأ محذوف، وحكى عن بعضهم بالنصب والتنوين على أن يكون الفاعل {ما} وبينة حال مقدمة، و{الصحف} بالتحريك والإسكان {فنتبع} جواب الاستفهام و{نذل ونخزى} على تسمية الفاعل وترك تسميته.
قوله تعالى: {من أصحاب} من مبتدأ وخبر، والجملة في موضع نصب، ولا تكون {من} بمعنى الذى إذ لاعائد عليها، وقد حكى ذلك عن الفراء {الصراط السوى} فيه خمس قراءات: الأولى على فعيل أي المستوى، والثانية السواء أي الوسط والثالثة السوء، بفتح السين بمعنى النشر والرابعة السوءى، وهو تأنيث الأسوأ وأنث على معنى الصراط أي الطريقة كقوله تعالى: {استقاموا على الطريقة} والخامس السوى على تصغير السوء.
{ومن اهتدى} بمعنى الذى، وفيه عطف الخبر على الاستفهام، وفيه تقوية قول الفراء: ويجوز أن يكون في موضع جر: أي وأصحاب من اهتدى، يعنى النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز أن يكون استفهاما كالأول. اهـ.